الاثنين، 3 يناير 2011

كل عــام وانتم بخير


الزمن 31/ دسمبر/ حلما

المكان : إحدى قرى الوطن العربي الممتدة من المحيط إلى الخليج

الشخصيات : طفل دون العاشرة ينام في حضن الحنان
أغمض عينيه فرأى فيما يرى النائم أنه يوجد في مفترق طرق، طريق الأمس على يساره ، وطريق الغد على يمينه . التفت جهة اليسار متأملا أمسه، سهول يابسة و أشجار جافة، لذة للنيران، خريف طويل... لا ينتهي، شتاء... ينتعل قيض المصيف، ربيع... يرتدي عري الخريف. رفع عينيه نحو السماء باحثا عن غمامة تائهة تبشر بالمطر، ولا أثر.التفت نحو زملائه رأى بعيونهم الملأى بالدموع بعض الأمل. أغمض عينيه أصغى إلى دعاء الأم الحنون في ليلة باردة : رباه يارب العرش المكين، هذا الطفل البريء هذا البكاء هذا النحيب، رباه يارب العرش المكين، علمك الغزير منثور بين الجبال، لن يجمعه إلا سيد الرجال،

اجعله رباه سيد الرجال
.

استجاب الله ..فجاد الغيث وتطهرت الأرض
التفت الطفل جهة اليمين، فإذا بضوء بعيد يثقب ظلمة السنين، يرسم على صفحة السور خيالات ظل.. يصنع الغد القريب، حوّل الصحراء الكبرى وصحراء الربع الخالي وصحراء سيناء سهولا خضراء، ومنحها لون الحسناء، اخضرار في اخضرار ..رسم الابتسامة على شفاه يتامى العراق وفلسطين ولبنان، حمل معولا وحطم كل الحدود المصطنعة بين المحيط وخليج عدنان. رمى كل جوازات السفر في النيران ، وعداوة أبناء العمومة و الجيران. ولما حل الربيع عاد طائر السنونو و اليمام، كلٌّ يغني أغنية السلام ، الأطفال يلعبون دون خوف من الألغام ، اخضرت المقابر وتفتحت الأكمام، ورود بكل الألوان و الأشكال صارت روضة من رياض الجنان، سبحان من يحيي العظام وهي رميم، النحل لا يفارقها ينشد سمفونية الحلم الجميل، ومطر الربيع يسقيها كل مساء لتبدو في الغد اجمل واجمل
ترى هل تتحقق أماني الطفل هذا العام، و يكون دعاء الأم مستجاب ومنى اليتامى فوق كل حساب وشاعرنا المدلل يكتب لكل الأصحاب
ومطربنا الجميل يغني لكل الأحباب
وأم دلال تردد مع إشراقة فجر العام الجديد




كل عام يا أحبائي

وشموع الأمل في قلوبنا لا تنطفئ

0 التعليقات: