الأربعاء، 20 فبراير 2013

يوميّة: إكسير حياة للروح..!



وكما نتمسّك أحياناً بالأحزان والاكتئابات الموسمية كنوع من الإخلاص لها كمشاعر إنسانية مقّدسة، فللفرح وللأيام البهيجة نصيب من هذا التمسّك، وللامتنان مكانه في القلب، المكان الكبير.. :)

 كيف تقول في يوم لا تأتي ظهيرته قبل أن تتذوّق جرعة من ماء (زمزم)؟ ذلك الذي قدّمه لي ذاك الصديق البشوش المرح العائد من العمرة قائلاً في ثقة: (لِما شُرِبَ له).. التقطت منه القارورة وأغمضت عينيّ، وفي أعماقي تمنّيت ودعوت الله.. لم أطلب من الله بعمق وصدق هكذا من قبل، وضعتُ (لما شُرِبَ له) في قلبي، وجرعت فكأنما أجرع إكسير الحياة.. كأن روحاً جديدة تنبعث فيّ مع الماء، أو قل كأنما درن ما انمحى من الأعماق مع تلك الجرعة، كأنما شئ نظيف وبرد وسلام قد نزلوا على القلب.. وقد كان هذا، فقط، ما طلبت.. وقد كان. بركة ماء مبارك. ثم 


كيف تقول في يوم ترى فيه الوجه السمح للحاجّة أم نبيل عاملة قسم الباطنة في كليتك، العجوز جداً كجدران كليتك ذاتها الطيبة جداً كقلب الكون، يوم تجدها فيه تدعو لك بصفاء وإخلاص وتخبرك أنك كابن لها؟ تود لو تخبرها أنك حقاً وصدقاً تفخر بذلك وتحب لو تكون حتى جدة لك، غير أنك تعلم أنها لن تفقه ذلك؟


 وكيف تقول في عبقريّ كـ(علي أحمد باكثير) يدهشك بعبقريته وبكونه لم ينل قدره حياً –كعادة كل العباقرة تقريباً-، ويدهشك برائعته (سلّامة القَسّ) بكل ما فيها من صراع نفسي وبلاغة وعمق أدبي، ونزاع بين جانبين من جوانب الإيمان..؟

 ثم أخبرني أكثر، كيف تقول في يوم تلتقي فيه (سامح مسرجة) لتثرثرا معاً في السياسة بطريقة عقلانية تعشقها وتستمتع بها حتى النخاع؟ :)

 ثم حدثني كذلك يا رفيق عن هؤلاء الرائعين في حياتك الذين يخرج حديثك معهم أفضل ما فيك من أفكار، مصطلحات، ألفاظ وفهم للعالم.. عن (محمود هدهود) و(عمر صفا) و(محمد الفاتح) و(هاشم)، رفاق جماعتك الأدبية، ثم (رضوى) و(نهى الماجد) ومن معها..
 هؤلاء أشخاص كان من بديع صنع الله أن وضعهم في حياتك من الأساس، لا لروعتك بل لروعته هو.. حدثني عنهم.. فرقتك المفضلة على الإطلاق مهما كان ومهما تظاهرت بالعكس، (مدرسة أبينجدون للبنين Abingdon Boys School ) الذين لا يحلو لك الاستماع ليلاً سوى لهم، هؤلاء الذين يمنحونك روحانية عجيبة ومرحاً مذهلاً ودفء مشاعر لا يفعله سواهم.. يكفيهم أنهم شاركوك لحظات دافئة وحزينة جداً كثيرة. يا غريب، يا صديق، 

حدّثني عن الامتنان، عن التمسّك بشعورك الجميل جداً فقط لأنك تعشقه وليس لأنك تخاف ضياعه، حدثني عن من تقاتل من أجلهم.. حدّثني عن عالمك، وعن يوم جميل تقضيه فيه.. :)


 محمد الوكيل A.M.Revolution

0 التعليقات: